الجمعة، 16 نوفمبر 2018

تأملات..




منذ مدة بدأت أستشعر أهمية ولذة الاستثمار في النفس، أيا كان نوع هذا الاستثمار، ووجدتُ في هذا متعة كبيرة ومن هذا استكشاف الجوانب الخفية مني، عني!
من الوسائل التي حققت لي هذا -من وجهة نظري- هي خوض التجارب الجديدة كل فترة.
الخروج من منطقة الراحة في كل مرة، الوصول إلى الرغبة في الانسحاب كل مرة استجابة للخوف من التجديد ومن ثم مواجهة هذا الخوف بالاستمرار في التجربة، والشعور بالثقة بعد خوض كل تجربة..

قد يتبادر إلى ذهنك أنني أقصد التجارب الكبيرة، وذلك ليس إلا جزء من المقصود، إنني أعني تلك المرة التي استجبت فيها لتحدي من إحدى الصديقات بتجربة تسجيل اليوميات في سناب شات -ولم أستطع الاستمرار سوى بربع المُتَّفَق عليه بالمناسبة 😶-، وأعني تلك المرة حينما بدأت أواضب على كتابة المهام اليومية كعادة جديدة، ومؤخرا حينما شاركتُ في مبادرة #أربع_مية على تويتر 🐦
من هذه التجارب مثلا، المشاركة للمرة الأولى في هاكثون الحج.

ما يعود علي من هذه التجارب أكبر بكثير من مجرد فوائد عامة، في كل مرة أكتشف جديد نفسي، كيف أفكر؟، ما هي مشاعري؟، أتفاعل مع مختلف المواقف؟، صفاتٌ تُكتَسب، خبرات تزيد، ونضج حياتي بشكل عام..

فعلى سبيل المثال، اكتشفت من تجربة سناب شات أني أقدر الخصوصية للغاية، وأكره أن يطّلِع العامة على كثير من تفاصيل حياتي، وأنه لا يهمني من الصورة سوى توثيقها للحظات كما هي بدون تجميل يزييفها، اكتشفت أيضا أن وقتي يحتاج لمزيد من الترتيب وهذا من أهم الأسباب التي قادتني لعادة كتابة المهام..
كما ترون هي التجارب تقود لبعضها..

من الظلم -في وجهة نظري- أن تستسلم لروتين لا يتغير ولا يتبدل، أو أن تنتظر التجارب المثالية لتخوضها..
الاستثمار في النفس، ماهو إلا فرص يومية صغيرة، قد تجدها في اقتباسة كتاب تلهمك لبدء عادة جديدة، أو حديث عابر مع جدك، أو في ريالات بقيت من آخر عملية شرائية فتصدقت بها!


يتبع..

ملحوظة* قد يُلاحظ أني كررت - من وجهة نظري- تبعا لموضة الهوس بعدم وجود الصحيح المطلق والخطأ المطلق ونظريات الحريات الفكرية، لكني هنا أشير إلى أن كلامي يحتمل النقد -عادي جدا والله- حيث أنه ليس قرآنا منزلا وكدا :D


الجمعة، 27 يوليو 2018

أن يجهل الإنسان كيف يعيش! #منقولات





مرة ثانية وثالثة وألف..

عندما يجهلُ الشخصُ كيف يُحبُّ نفسه.. كيف يعيش.. = فإنه يُهلِكُ نفسَه بنفسه ويُخرِبُ بيتَه بيده..

قصة آلاف الشباب والكبار من الرجال والنساء..

تذكرةٌ لي

ولكلّ من يُدركُ نعمة الحياة والصحة والوقت ..

ويعلمُ أنّه موقوفٌ ومسؤول ..

*****



أكثرُ ما أهتمُّ به في سؤالي لأصحابي أحبابي عن أحوالهم :

أن أسألهم عن الجديد في حياتهم من الأشياء النافعة التي قاموا بها،

أو المعلومات التي حصّلوها، أو الخِبرات التي اكتسبوها، أو أبواب الخير التي يسعون فيها [وهي كثيرة جدا ومتنوعة ومفتوحة ومُتاحة ]

فأجدُ كثيرا منهم[بل أكثرهم] منذ سنوات لم يتغيّر فيه شيء ..هو كما هو ..يعيشُ روتينا مُمّلا لا جديد فيه سوى إعلان اليأس، وبثِّ الشكوى، واختلاق الأعذار مع : بَدَن هزيل، وصحة غير جيدة، ووَزن زائد، وعيونٍ مُنهَكةٍ من كثرة النظر في الهاتف، مع انشغال غير عادي بأخبار و أحداث تافهة [بمعنى الكلمة ] لا تخصُّه مطلقا ولا تخصّ أهله ولا أصحابه ولا شيء.. فيهتمّ بها ويعيشُ فيها بكل مشاعره ويحزن ويفرح بسببها، ولا يترك جلسة إلا ويتحدّث فيها .. مع الغرَق في المُلهيات كصفحات التواصل ومتابعة مباريات ومسلسلات و نحوها بشكلٍ إدماني، يعطيها كل فراغه وطاقته ويعيش فيها بكل مشاعره ..هي عالمُه الخاص المهمّ ..بل هي المُخدّرات التي تُنسيه عالمه الواقعي، وتنسيه خيبتَه وكسله وقعوده عمّا فيه نفعُه وصلاحه ..وصار لا يخرج من بيته بل ولا من غرفته !

ثم إذا فاتَحتَه في أخصّ شؤونه ( دينِه، أخلاقِه،صحتِه، أسرته، عملِه، أبنائه، أهله، أو أي مسألة مهمة ) ينزعج من ذلك ويتهرّب ..وكثيرٌ منهم راضٍ تماما عن حاله وهو يرى نفسه ضعيفا في كل معنى من معاني الخير والنفع.. ولا جديد في حياته، ومنهم من يُفلْسِفُ ذلك ليجعل اهتماماته السخيفةَ تلك مهمّةً ونافعة! أو يخترع لنفسه أعذارا يُبرّر بها نومَه وكسله وضعفه وفشله وكأنّ العالَم بكل قوته يقف حاجزا أمامه كلماأراد أن يسلك الطريق ..

وربّما ملّ مِنك، أو كرِه مجلسك إذا أردتَ أن تُبصّره بحاله وتأخذ بيده وترفعه[ مهما أظهرتَ له حُبّا وحرصا، مهما رَفقت به، وتدرجتَ معه، ومهّدتَ له وعرضّتَ أن تساعده وتشاركه ..] ..

لقد سقط إلى القاع وأخلدَ إلى الأرض واتّبع هواه ..ولا يريدُك أن تُنبّهه أو تحاول رفعه ..

وكثير منهم لم يشعر قط أنه في الوَحل ..في القاع منذ زمن

ربما يظنّ أنه بخير مادام يصلي الخمس ويُزكّي ولا يشرب الخمر ولا يزني ..ولا يسرق ..



الوَحْلُ الذي أتحدّث عنه والقاعُ الذي أقصده هو : أن تفقد معنى الحياة ..السعي.. تحسين الحال ..تطوير النفس..

أن يُسرَقَ عمرُك ويفني شبابُك وتُستهلَك صحتُك فيما لم تُخلقْ له

أن تكون كآلاف الآلاف من المغبونين من حولك

الذين تبرّعوا بأغلى ما يملكون [القُدرة.. والوقت]

مقابل ولا شيء ..نعم ولا شيء

ورضُوا بذلك واطمأنّوا به ..

*****



ليس منا أحدٌ إلا ويقعُ منه ذنب وتقصير وغفلة وكسلٌ وتضييعُ وقتٍ ..

لكن:

فرقٌ عظيمٌ بين:

- أن يكون ذلك الغالبَ على حالك، أو يكون طارئا نادرا

-بين أن يُزعجَك ذلك ويُحزنك وتسعى للتعويض، وبين أن تقنع به وترضى وتُسلّم، بل وتزيد .



-بين أن تسعى لتخليص نفسك من قعودها وكسلها وتغيير حياتك وحياة أسرتك وأهلك للأحسن [دينا وخُلقا وعيْشا] وبين أن تبقى سنوات كما أنت ..في مكانك لا تخطو خطوةً في طريق الفلاح والعمل.

-بين أن تحبّ الناصحين، وتفرح بهم، وتراهم عونا لك

وبين أن تكرههم أو تكره مجالستهم ونصحهم، أو تنظر إليهم كمتكبّرين مُزعجين.

*****



إذا لم تقهرْ نفسك وتغصبْها على النهوض من وَحل الكسل والنوم والانترنت والمُلهيات والشواغل التافهة…

إذا لم تُخلّصها من لُصوص الخير، وقُطّاع الطرق، ورفاق السوء..

إذا لم تُجبرْها على ما فيه منفعتُك في دينك ودنياك...

إذا لم تكن قويا في صُنع جو ملائم لأهدافك وتهيئة الأسباب لها= فستبقى في وَحْلٍ لا يمُر بك يومٌ إلا وأنت تغرز فيه أكثر ..حتى يأتي وقتٌ مهما أردتَ فيه أن تخلُص منه أو ترتفع ..مهما عزمتَ على ذلك فلن تجد قلبا ولا جسدا ولا صديقا يُعينُك ..



أفِق ..انفض الغبار عن نفسك

اترك مقاعد المتفرجين وانزل السباق واختر ما يناسبك

لا تنشغل بأن يَعرف عنك أو عن عملك ونجاحك أحدٌ من الخلق ..

لا تنتظر من ينبّهك أو يرفعك أو يشجعك أو يحاسبك ..كن أنت ذلك لنفسك

واترك كل ما لا ينفعك في دين أو دنيا

واحرص على ما ينفعك ..

واستعن بالله وأكثِر من دعائه بأن يهديك لما فيه خيرُك وأن يرفعك وأن يُصرّف قلبك لما فيه نفعُك

فلا يُنالُ خيرٌ إلا منه وبه

ولا قوة إلا بالله.

________________________

بواسطة: 

حسين عبد الرازق
المنشور الأصلي هنا

السبت، 3 فبراير 2018

داري على شمعتك تقيد

*تنهيدة*

بعد انقطاع عن النشر هُنا مدة 4 سنوات تقريبا، غمرني خلالها الحنين إلى العودة للكتابة مرات عديدة ولكن لم يتعدى مجرد مشاعر تتلاشى مع البدء في الدراسة!

كم مرة كنت أخط فيها هدفا عريضا بالعودة ومايلبث أن ينطفئ الحماس، وكثيرا من أمنياتي خلال هذه المدة.

وبغض النظر عما مررت به خلال هذه السنوات من أحداث وظروف لم أتعرض لها من قبل، وانعطافات حادة عطلتني عن أهداف لطالما شغفت بتحقيقها، إلا أني مؤخرا تنبهت لأمر هام مشترك أودى بكثير من أمنياتي!

وأود أن أخبركم بسر صغير :)، ماجعل هذه الخاطرة ترى النور هو أني لم أشارك قراري بالعودة للنشر في المدونة مع أحد أبدا، وجاهدت نفسي كثيرا في إخفاء حماسي للحظة التي أضغط فيها زر *النشر* .
وبالفعل ظل بعض الحماس متقد بقدر لا بأس به والذي يكفي لكتابة الخاطرة ونشرها، ووجدت أن أسهل طريقة لوأد أي أمر أود القيام به، هي بأن أشاركه مع الآخرين قبل البدء في تنفيذه :)

ولست من أتباع *الخرز والعين الزرقا والتخميس في وجوه الناس *، ولم أنسب أي إخفاق أو حتى مايحدث بغير إرادتي كالأمراض إلى العين مع إيماني بأنها حق، ومع إصرار الكثير من حولي بأن العين قد تكون سببا في تلك *الظروف* المتتابعة والتي تسببت في فوات كثير من الفرص الجيدة، ولست أنفي ذلك ولكني لا أعول عليه كثيرا.
إلا أنني أكاد أن أجزم، بأني كنت أخطئ في حق أهدافي عندما كنت أخبر عنها الآخرين، وهم عند سماعها إما مشجعين، أو ناقدين، أو محبطين -بأسلوب لطيف ناعم غير مباشر- !

وفي كل الأحوال، ما كنت أجنيه في الغالب هو انتقال الأهداف إلى خانة الأحلام إلى أجل غير مسمى.

وقد أسرّ لي البعض بمثل هذا، ماجعلني أحاول أن أكتشف الأسباب وأبحث في الأمر، وماتوصلت إليه تلخصه هذه المقالة : هنا
وماذكر فيها منطقيا بالنسبة لي لاسيما حينما أحصل من الناقدين -والذين أقصدهم وأفضلهم- على تضخيم للثغرات أكثر من اللازم والتي بسببها تؤجل الكثير من الأمور لحين سدها وهذا ما لا يحدث أبدا، وهي عقدة الباحثين عن المثالية والكمال!

الموضوع ذا شجون، ولم أكتب لأبحث أسبابه وعلاجه وإنما هي خواطر أحببت أن أعود بها.
عموما، صدق من قال: "داري على شمعتك تقيد"!


المهم أني حاليا أشعر بشعور جميل بالإنجاز، وأكبح رغبتي في التخلص من هذه الخاطرة وعدم نشرها حيث أنها غير مثالية كما ينبغي، وأجاهد نفسي أن لا أكتب عن أهدافي للتدوين هذا العام بإذن الله، ليس ذلك خوفا من عدم تحقيقها وإنما فرارا من تأنيب الضمير الذي سيلحقني جراء عتاب الأصدقاء إذا قصرت، كما سبق أن توقفت عن إكمال قصة كنت قد بدأتُ في نشر فصولها هنا وانقطعت من وقتها عن الكتابة -ولعل هذا أحد الأسباب-


ولا يفوتني أن أختم بجزيل الشكر لمن استغل كل مناسبة ليذكرني بحبي للكتابة ويثني على حرفي تشجيعا وتحفيزا على العودة، ذلكم التأثير الخفي مع الدوافع الأخرى كانت وقودا لقلمي 🌷